لغة الإشارة لغة حقيقية

التاريخ : 19/12/2021

ماهية لغة الإشارة وهل هي لغة حقيقية كسائر اللغات المنطوقة؟

لغة الإشارة لغة حقيقية كسائر اللغات المنطوقة، والاشارات التي في طياتها ليست إشارات اعتباطية انما هي نظام لغوي وتصور ذهني بصري ضوئي. يستخدم بها رموز اشارية يدوية للتفاهم والتواصل، وايصال المعلومات للآخرين، والتعبير عن المشاعر والمفاهيم واحتياجات والأفكار لدى الصم.

فلغة الإشارة قائمة بذاتها كاملة بعناصرها كغيرها من اللغات لديها نظامها وقواعدها وتراكيبها الخاصة. ولغة الإشارة لغة صامتة بصرية ضوئية عبارة عن صور ذهنية تتم عن طريق البصر واليدين.

تعتبر لغة الإشارة لغة صامتة تعبر عن ثقافة وهوية ولغة مجتمع الصم الطبيعية. فتفكير الأصم تفكير بصري قائم على أيقونيتة الصور المحفوظة في ذهنه، بخلاف تفكير السامعين يعتمد على السمع ورمزية الأفعال.

لقد بدأ ارتباط لغة الإشارة في الوقت الحديث بشخصية وليام استوكي ( William Stoky) مدرس اللغة الإنجليزية آن ذاك بمعهد جالوديت في واشنطن ( Gallaudet). كان باحثاً  بلغة الإشارة وقراءة اللغات مما لاحظ  وليام استوكي بأن هناك اختلافاً بين اللغة الإنجليزية المؤشرة ولغة الإشارة الامريكية الام التي يستخدمها الطلبة الصم. وقد اعتمدت اللغة الإنجليزية المؤشرة (بالترجمة الحرفية) من خلال ترجمة كلمة بكلمة ترجمة كل كلمة إلى الإشارة، حينها اكتشف بهذه المقارنة بان لغة الإشارة اغنى بكثير من الترجمة الحرفية المستخدمة في لغة الإشارة الإنجليزية. وهذا الامر كان سبباً في البحث والاهتمام بلغة الإشارة.

وفي عام 1960 أصدر استوكي كتاباً جامعاً فيه جميع الملاحظات التي استنبطها من أبحاثه وقراءاته ومقارناته باللغات الأخرى وتحليل الإشارات التي يستخدمها الطلبة الصم. إذ توصل بأن لغة الإشارة تتشابه مع اللغات الاخرى المنطوقة والتي يتم فيها تجميع وحدات الصوتية (غير دالة) لتتحد مع بعضها فتكون معنى لهذه المفردات لدى السامعين. وهذا ما يحدث تماماً في نظام لغة الإشارة فنجد اتحاد ثلاث وحدات دنيوية غير دالة وهي اشكال اليد المتنوعة ومواقع مختلفة وحركات متعدد لليد. كل عنصر من هذه العناصر يمثل وحدة غير دالة بمعنى (رمز حركي + رمز حركي = رمز إشاري).

فاللغة المنطوقة لديها مصطلح فونولوجي (phonology) وهو يصف النظام الصوتي للغة معينة أو علم الأصوات التنظيمي وعلم وظائف النطق. وهو يهتم بأوجه الشبة والاختلاف بين الأنظمة الصوتية ومستوى الفونميات الأولية والثانوية، ويهتم كذلك بدراسة الفروق الوظيفية بين الأصوات مع تحديد طبيعة وخصائص لكل منها، وايضاً يهتم ببيان العلاقات الدلالية للوحدات اللغوية داخل انساق اللغة وبنائها وتركيبها. والذي يدرس حركات أعضاء النطق من اجل انتاج أصوات الكلام. وهي تتكون من لفظ تعطينا صوت أي بمعنى لفظ مع لفظ تعطينا صوت دال لشيء. بمعني (وحدة غير دالة + وحدة غير دالة = وحدة دالة).

ففي 1970 قام باتسون ( Battison) بإضافة وحدة دنيوية رابعة غير دالة وهي اتجاه كف حركة اليد.

وجاء في عام 1983 بيل مودي ( Bill Moody) بإضافة وحدة دنيوية غير دالة خامسة وهي تعابير وايماءات الوجه.

ونستخلص بالنهاية بأنه يتكون الرمز الإشاري من خمسة عناصر وهي:

1-    شكل اليد

2-    موقع اليد

3-    حركة اليد

4-    اتجاه كف وأصابع اليد

5-    تعابير الوجه.

(الرامزي، 2013).